لكن المثير في الأمر لم يكن فقط الكارثة الطبيعية، بل كان في ما تبعها من قرارات وردود فعل وتحذيرات شاملة، امتدت من روسيا إلى اليابان، ومن جزر هاواي إلى سواحل الإكوادور. وأمام هذه المستجدات المتسارعة، خرج الرئيس الأميركي بتصريح مفاجئ أعاد إلى الأذهان سيناريوهات عاشها العالم في 2011، حين تحوّل تسونامي اليابان إلى مأساة نووية. ولكن، من هو الشخص الذي صدم الجميع بتصريحه؟ ولماذا الآن؟
تسونامي يعيد رسم خريطة الخطر في المحيط الهادئ
وزارة الطوارئ الروسية أكدت أن الموجات العاتية غمرت أجزاء واسعة من الساحل، وألحقت أضرارًا جسيمة بميناء مدينة سيفيرو كوريلسك، حيث جرفت المياه سفنًا من مراسيها، وتضرر مصنع لمعالجة لحوم الأسماك. الحاكم المحلي فلاديمير سولودوف وصف الزلزال بأنه “الأقوى منذ عقود”، بينما أفادت هيئة المسح الجيولوجي بأن مركز الزلزال كان على عمق 19.3 كيلومترًا فقط، ما زاد من قوته التدميرية.
التحذيرات لم تتوقف عند روسيا. فالمركز الأميركي للتحذير من أمواج تسونامي حذر من موجات “خطيرة” قد تضرب سواحل هاواي، اليابان، تشيلي، جزر سليمان، بل وحتى الإكوادور. التقديرات تشير إلى أن الموجات قد تتراوح بين متر وثلاثة أمتار، وقد تتجاوز ذلك في بعض المناطق الحساسة جغرافيًا.
هاواي.. هل يعود كابوس المحيط الهادئ؟
في ولاية هاواي، سادت حالة من الهلع بعد إصدار أوامر فورية بإخلاء السواحل. وطلبت السلطات من السكان الانتقال إلى الطوابق العليا أو أماكن مرتفعة. خفر السواحل أمر السفن بمغادرة الموانئ، بينما تم إلغاء جميع الرحلات الجوية من جزيرة ماوي. مركز التحذير الأميركي أكد وصول موجات بارتفاع 1.7 متر إلى بعض جزر الولاية، وسط تحذيرات متكررة بـ”التحرك فورًا”.
وفي الوقت الذي كان فيه الجميع منشغلًا بمراقبة تطور الوضع، خرج الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتصريح غامض على منصة تروث سوشيال، قال فيه: “بسبب زلزال مهول وقع في المحيط الهادئ، تم إصدار تحذير من احتمال وقوع تسونامي لأولئك الذين يعيشون في هاواي”.
تصريح ترامب.. قراءة في الخلفيات والتوقيت
TEXT2
تصريح ترامب المفاجئ لم يكن مجرد تعليق سياسي، بل فتح الباب أمام تكهنات بشأن مدى اطلاعه على معلومات استباقية، أو وجود دوافع سياسية تتعلق بتطورات داخلية في الولايات المتحدة. هل يعلم ترامب شيئًا لا يعرفه الإعلام؟ أم أنه يعيد استخدام الكوارث كأدوات في حملته؟
البعض ربط التصريح بتصعيد التوترات العالمية وتغيرات المناخ، بينما رأى آخرون أنه رسالة غير مباشرة تحمل تحذيرًا من سيناريو أسوأ قد يقع في حال تجاهل التحذيرات الجيولوجية. وفي ظل حساسية منطقة كامتشاتكا، التي تُعد من أكثر المناطق عرضة للنشاط الزلزالي حول العالم، لا يبدو أي سيناريو مستبعدًا.
ما الذي ينتظر العالم؟
العالم أمام لحظة حاسمة، فبين التحذيرات الرسمية والتصريحات المفاجئة، يتكرر السؤال: هل هذا الزلزال مجرد بداية لسلسلة من الكوارث الزلزالية المتوقعة خلال هذا العقد؟ وهل يشهد العالم تسونامي آخر يتجاوز في تأثيره كارثـة 2011؟
ما هو مؤكد حتى الآن أن العشرات أصيبوا في روسيا، وأن البنية التحتية في طريقها للانهيار في مناطق متفرقة. وفي المقابل، تبقى الأنظار مشدودة إلى سواحل اليابان وهاواي وتشيلي، حيث تتأهب فرق الطوارئ لمواجهة الأسوأ.
تنويه: هذه المعلومات تستند إلى تقارير رسمية حتى تاريخ 30 يوليو 2025، وقد تتغير تفاصيلها مع تطور الأحداث. سيتم تحديث المقال في حال صدور بيانات جديدة من مراكز الأرصاد أو الطوارئ الدولية.

