شاهد أيضاً: لماذا ډفن سيدنا يوسف في قاع النيل
مشتمل على الأعاجيب لأنه يحصل فيه السراء والضراء والصحة والسقم والغنى والفقر بل فيه ما هو أعجب من كل عجب وهو أن العقل لا يقوى على أن يحكم عليه بالعدم
p1
فإنه مجزأ مقسم بالسنة والشهر واليوم والساعة ومحكوم عليه بالزيادة والنقصان والمطابقة وكونه ماضيا ومستقبلا فكيف يكون معډوما ولا يمكنه أن يحكم عليه بالوجود لأن الحاضر غير قابل للقسمة والماضي
والمستقبل معډومان فكيف يمكن الحكم عليه بالوجود .وثالثها أن بقية عمر المرء لا قيمة له فلو ضيعت ألف سنة ثم تبت في اللمحة الأخيرة من العمر بقيت في الجنة أبد
الآباد فعلمت حينئذ أن أشرف الأشياء حياتك في تلك اللمحة فكأن الدهر والزمان من جملة أصول النعم فلذلك أقسم به ونبه على أن الليل والنهار فرصة يضيعها المكلف وإليه الإشارة
بقوله
شاهد أيضاً: فتاة يتيمة
وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا الفرقان 62ورابعها وهو أن قوله تعالى في سورة الأنعام قل لمن ما في السماوات والأرض قل لله
p2
الأنعام 12 إشارة إلى المكان والمكانيات ثم قال وله ما سكن في الليل والنهار الأنعام 13 وهو إشارة إلى الزمان والزمانيات وقد بينا هناك أن الزمان أعلى وأشرف من المكان
فلما كان كذلك كان القسم بالعصر قسما بأشرف النصفين من ملك الله وملكوته .وخامسها أنهم كانوا يضيفون الخسران إلى نوائب الدهر فكأنه تعالى أقسم على أن الدهر والعصر نعمة حاصلة
لا عيب فيها إنما الخاسر المعيب هو الإنسان .وسادسها أنه تعالى ذكر العصر الذي بمضيه ينتقص عمرك فإذا لم يكن في مقابلته كسب صار ذلك النقصان عين الخسران ولذلك قال
لفي خسر ومنه قول القائلإنا لنفرح بالأيام نقطعها وكل يوم مضى نقص من الأجلفكأن المعنى والعصر العجيب أمره حيث يفرح الإنسان بمضيه لظنه أنه وجد الربح مع أنه هدم لعمره
وإنه لفي خسر .