من أروع ما قرات

شاهد أيضاً: كيف تكتشف نقص وصول الدم للمخ .. الاكتئاب أبرز الأعراض

عرضة للكسر إن اصطدم به أحد.فتذكرت نصيحة أبي لي عند خروجي من المنزل بأن أكون إيجابيا فقمت على الفور برد مقبض الباب إلى مكانه وأحكمته جيدا.ثم تتبعت اللوحات الإرشادية ومررت

p1

بحديقة الشركة فوجدت الممرات غارقة بالمياه التي كانت تطفو من أحد الأحواض الذي امتلأ بالماء الى آخره. وقد بدا أن البستاني قد انشغل عنه. فتذكرت تعنيف أبي لي على هدر

المياه فقمت بسحب خرطوم المياه من الحوض الممتلئ ووضعته في حوض آخر مع تقليل ضخ الصنبور حتى لا يمتلئ بسرعة إلى حين عودة البستاني.ثم دخلت مبنى الشركة متتبعا اللوحات وخلال

صعودي على الدرج لاحظت الكم الهائل من مصابيح الإنارة المضاءة ونحن في وضح النهار فقمت لا إراديا بإطفائها خوفا من صړاخ أبي الذي كان يصدح في أذني أينما ذهبت.إلى أن

وصلت إلى الدور العلوي ففوجئت بالعدد الكبير من المتقدمين لهذه الوظيفة .قمت بتسجيل اسمي في قائمة المتقدمين وجلست انتظر دوري وأنا أتمعن في وجوه الحاضرين وملابسهم لدرجة جعلتني أشعر بالدونية

من ملابسي وهيئتي أمام ما رأيته. والبعض يتباهى بشهاداته الحاصل عليها من الجامعات الأمريكية.ثم لاحظت أن كل من يدخل المقابلة لا يلبث إلا أن يخرج في أقل من دقيقة.فقلت في

نفسي إن—كان هؤلاء بأناقتهم وشهاداتهم قد رفضوا فهل سأقبل أنا !!فهممت بالانسحاب والخروج من هذه المنافسة الخاسرة بكرامتي قبل أن يقال لي نعتذر منك.وبالفعل انتفضت من مكاني وهممت بالخروج فإذا

بالموظف ينادي على اسمي للدخول.فقلت لا مناص سأدخل وأمري إلى الله.دخلت غرفة المقابلة وجلست على الكرسي في مقابل ثلاثة أشخاص نظروا إلي وابتسموا ابتسامة عريضة ثم قال أحدهم متى تحب

أن تتسلم الوظيفة !!!فذهلت لوهلة وظننت أنهم يسخرون مني أو

شاهد أيضاً: أقوى 8 طرق طبيعية لتنشيط الدورة الدموية ومنع تجلط الدم في العروق

أنه أحد أسئلة المقابلة ووراء هذا السؤال ما وراءه.فتذكرت نصيحة أبي لي عند خروجي من المنزل بألا أهتز وأن أكون واثقا من نفسي.فأجبتهم بكل ثقة بعد أن أجتاز الاختبار بنجاح

p2

إن شاء الله.فقال آخر لقد نجحت في الامتحان وانتهى الأمر.فقلت ولكن أحدا منكم لم يسألني سؤالا واحدا !!!فقال الثالث نحن ندرك جيدا أنه من خلال طرح الأسئلة فقط لن نستطيع

تقييم مهارات أي من المتقدمين.ولذا قررنا أن يكون تقييمنا للشخص عمليا …فصممنا مجموعة اختبارات عملية تكشف لنا سلوك المتقدم ومدى الإيجابية التي يتمتع بها ومدى حرصه على مقدرات الشركة فكنت

أنت الشخص الوحيد الذي سعى لإصلاح كل عيب تعمدنا وضعه في طريق كل متقدم وقد تم توثيق ذلك من خلال كاميرات مراقبة وضعت في كل أروقة الشركة.يقول صاحبي …حينها فقط

اختفت كل الوجوه أمام عيني ونسيت الوظيفة والمقابلة وكل شيء…ولم أعد أرى إلا صورة_أبي !!!ذلك الباب الكبير الذي ظاهره القسۏة ولكن باطنه الرحمة والمودة والحب والحنان والطمأنينة.شعرت برغبة جامحة في

العودة إلى البيت والانكفاء لتقبيل يديه وقدميه.عند باب الدار رايت اقاربي و الجيران مجتمعين۔ينظرون الي نظرات ياس و عطف۔۔فهمت كل شيىء۔۔وصلت متاخرا۔۔فات الاوان۔۔۔اشتقت إلى سماع صوته و نغمة صراخه تطرب

أذني.لماذا لم أر أبي من قبلكيف عميت عيناي عنه عن العطاء بلا مقابل …عن الحنان بلا حدود …عن الإجابة بلا سؤال …عن النصيحة بلا استشارة …رحيلك مر يا أبيكنت أنت

البار بنا ولم تنل البر منا كما يجب أن يكون.غبت يا أبي وغاب عني العقل الرشيد والركن الشديد والسند المتين والناصح الأمين.لم يمت أبي ولن ېموت …بل سيظل حيا في

صلاتي في دعائي في ركوعي في سجودي في صدقتي في حجي في عمرتي وفي كل عمل أتقرب به إلى الله أسأله أن يغفر لأبي ويتغمده بواسع رحمته.لم يمت أبي …وإن

ماټ فهو باق في نفسي إلى أن ألحق به في جنات الخلود …إذا أتممت القراءة فلا تخرج قبل ان تدعو لمن رباكاللهم أرحم والدي كما ربياني صغيرا وأسكنهما فسيح الجنة

.شكرا للعقول الراقية التي تتابع معنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top