أخذت الملكة تلح على الملك لمعرفة حقيقة الأمر فأخبرها بحكاية بنت البيضان. فلما سمعت الأم إسم بنت البيضان أخبرته أن رغبته صعبة التحقيق. فأكد الشاب لأمه أن ذلك لا يهم وأنه مصر على البحث عنها وكل ما
يطلبه هو السماح له بالذهاب لمعرفة مكانها. وبعد إلحاح شديد أذن له والده.
استعد الشاب للسفر وأخذ معه المتاع اللازم وامتطى صهوة فرسه القوي وخرج قبل شروق الشمس وكان يشعر
بالسعادة. وفي المساء وصل إلى منطقة فيها كثير من النخيل بالقرب منها قصر يقف بجانبه رجل قوي يقطع النخلة ويقسمها قسمين ويأكل كل قسم دفعة واحدة. وكان هذا الرجل يقضي يومه في أكل النخيل.
خاف الأمير من هذا الرجل وقال إن كان يأكل نصف النخلة دفعة واحدة فلا شك أنه سيأكلني أيضا واختبأ خلف القصر.
عند الغروب رجع الرجل القوي وفي طريقه إلى القصر رأى الشاب فسأله عن سبب جلوسه هناك فتوسل إليه الشاب حتى لا يأكله ودعا الله أن يحفظه.