تخيل المشهد: كان الماء هادئًا… ينساب في نهر النيل تحت ضوء القمر… وفجأة، توقّف الزمان! اقترب رجل مسنّ من ضفاف النهر، يهمس بكلمات غامضة… ثم غاص في أعماق المياه ومعه صندوق مرصوص بإحكام!
ما الذي كان داخل ذلك الصندوق؟ ولماذا نُقل بعد قرون من قاع النهر؟ من هي العجوز التي وحدها كانت تعرف الحقيقة؟ ولماذا طلبت طلبًا غريبًا لا يخطر على عقل بشر؟
هذه ليست قصة من نسج الخيال… بل هي واحدة من أعجب الروايات في التاريخ الإنساني… فيها دُفن نبي، وأُعيد دفنه بأمر من السماء!
يوسف… النبيّ الذي تمنى المـ ـوت بشوق إلى لقاء ربّه!
عندما منّ الله على سيّدنا يوسف عليه السلام، وأعطاه الملك والعلم والجمال، لم يكن قلبه معلقًا بالدنيا… بل كان يشتاق إلى الآخرة!
ذُكر في القرآن الكريم دعاؤه الخاشع:
رَبِّ قَدْ آَتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ
[يوسف: 101].
ويُقال – والله أعلم – أنّه أول نبي تمنى الـمـ ـوت! وحين دنا أجله، جمع حوله قومه من بني يعقوب، وأوصى أخاه “يهوذا” عليهم.
ومات عليه السلام عن عمر 120 عامًا… وهنا تبدأ القصة التي لم تُروَ كاملة أبدًا!
ولكن ما الذي حدث بعد وفاته؟ وأين دُفن؟ ولماذا؟
تابع لتكتشف سِرًّا ظل مخفيًا لقرون!
صندوق المرمر… والقرار الصادم بدفن يوسف تحت مياه النيل!
حين توفي يوسف عليه السلام، اشتد الخلاف بين أهل مصر حول مكان دفنه… الجميع أراد بركته!
تعددت الروايات واختلفت القبائل، حتى قرروا أمرًا غريبًا: أن يُصنع له صندوق من المرمر، يُغلّف بمعدن الرصـ.ـاص ، ويُلقى به في قاع النيل!
لماذا؟ حتى تمرّ عليه المياه، وتصل بركته لكل شبر في مصر!
وهكذا، بقي الجسد الطاهر لنبي الله يوسف عليه السلام في أعماق النهر لعقود طويلة، بل لقرون!
لكن… لماذا أعيد إخراجه؟ ومن فعل ذلك؟
القصة تزداد إثارة، والسر التالي سيُذهلك تمامًا!
وحي السماء إلى موسى… وأعجوبة إخراج القبر من قاع النهر!
عندما خرج نبي الله موسى عليه السلام ببني إسرائيل من مصر، أوحى الله إليه أن لا يغادر إلا بعد نقل جسد يوسف عليه السلام إلى بيت المقدس.
لكن موسى لم يكن يعرف المكان! فسأل كبار بني إسرائيل، فقيل له: “هناك امرأة عـgـوز، هي الوحيدة التي تعرف مكانه!”
ذهب إليها موسى وسألها، لكنها لم تُعطه المعلومة ببساطة! طلبت منه شيئًا غريبًا: أن يدعو الله لها بأن يُعيد شبابها إلى عمر 17 سنة، وأن يُضاعف لها عمرها مرة أخرى!
فدعا لها موسى عليه السلام، فأخبرته بأن يوسف مدفون في صندوق مرمر في قاع النيل!
فماذا فعل نبي الله؟ استخرج الصندوق، وأخذه معه إلى الأرض المقدسة!
لكن هل تعرف أين دفنه بالضبط؟ وهل لا زال هناك؟