كنت نايم لما جالي تليفون الساعة 1 بليل

كنت نايم لما جالي تليفون الساعة 1 بليل، من رقم غريب، فرديت، وسمعت صوت واحدة بتقولي:
-يا رامي باشا، اللي بيحصل فيا أنا وعيالي ده حر@ام، أنت لازم تجيلي دلوقتي.

×

من صوتها عرفت إنها “حسيبة” حارسة المق1بر القريبة من بيتي، فقولتلها:
-مالك في إيه ؟، وبعدين أجيلك فين ؟ الوقت متأخر.

صړخټ:
-“منة” بنت عمك من وقت ما ادفنت عندي والمق1بر مقلوبة، ومافيش حاجة على بعضها.

-يعني إيه ؟
-أصوات صر@اخ بليل، خيالات بتجري في كل حتة، أطي@اف بتخبط عليا باب أوضتي، أجسام بتتحرك تحت

سريري، ومبقناش عارفين نعيش، لازم تجيلي، وإلا هيكون في تصرف تاني.
قفلت التليفوني في وشي، طلبتها كتير، مردتش، فاضطريت ألبس هدومي، ونزلت واتمشيت للم@قابر، الشوارع

كانت فاضية، ومليانة ك0لاب ضا0لة. وصلت للم@قابر بعد عشر دقائق، ولاقيت “حسيبة” وقفالي على البوابة، كانت ست أربعينية، وملامحها جميلة، وعينيها قوية ومخ@يفة، ولابسة جلابية سودة، ولفة شعرها بطرحة،

وماسكة حديدة، قولتلها:
-بعد العِشرَة دي تتص…

-يا باشا بلا عشرة بلا نيلة، أنا ست وحيدة، وبربي تلات عيال، وجوزي م0يت، ومعنديش راجل يحميني.
-فهميني إيه اللي بيحصل.

-مافيش وقت، أنت تيجي معايا دلوقتي.
شدت@ني من إيدي ومشينا في طريق طويل وضيق وكان كله رملة وحصى، والدنيا كانت ضلمة، وحسيبة منورة

بكشاف كبير، ووصلنا لحد الق@بر بتاع منة بنت عمي، رحمة الله عليها، ماټ@ت في عز شبابها، كان عندها سر@طان في المخ، وبتتعالج منه بقالها فترة، وتو@فت، ودف@ناها هنا من يومين بالظبط… ولاقيت حسيبة

بتشاورلي على ق@برها وبتقولي:
-اتصرف.

-عايزه ننزلها الق@بر مثلًا ؟
-لا يا باشا، أنت اللي هت@نزلها، وهستناك هنا.

قلبي ضر@باته زادت، وجسمي رغم البرد بدأ يعرق، وعيني برقت، فلاقيتها قالتلي:
-قسمًا بربي، لو منزلتش، وفهمتلي اللي بيحصل، لأرميلكم الجج@ث0ة في الشارع.

-مش هنزل لوحدي، ده شرطي.
حسيبة فكرت شوية، وهزت راسها، ۏقپل ما ننزل بصيت حواليا، شوفت حاجة غريبة جدًا، شوفت حسيبة واقفة

بعيالها التلاتة من بعيد خالص، وبتبص عليا باستغراب ؟، وهنا ړعبي زاد أضعاف، وبصيت لحسيبة اللي معايا، وفضلت مركز في وشها، ونزلنا القپر، كان عبارة عن أوضة تحت الأرض، مفروشة بالرملة، وضيقة شوية، وكفن

“منة” في أخر المكان، حسيبة شد@تني من إيدي ونورت بالكشاف بتاعها على کڤ@ن “منة”، وقالتلي:
-افتح بُقها، ليكون حد دس@لها عمل، ولا نيلة قبل ما تد@فن.

مش عارف ليه كنت بسمع كلامها، وبنفذه، وقفت قدام راس منه، وشيلت الك@فن عن وشها، كان غامق شوية، وبقها مفتوح، ه، ۏچسمھl مكن@ش اتحلل، دورت في بقها، وحواليها، ملقتش حاجة، وكنت بتعامل مع جث@تها

بحرص
شديد، لأنِ دكتور تشريح، وعارف يعني إيه احترام الج@ثث، بعد ما خلصت تدوير، رجعت الك@فن على وشها،

ولفيت بجسمي، وبصيت لحسيبة، لاقيتها واقعة عند السلالم، والكشاف بعيد عنها، وبتنهج، ومرع@وبة وبتشاور ورايا، بصيت بسرعة، لاقيت منة واقفة بالكف@ن في وشي،

وعينها مفتحة كأنها عايشة، وراحت لحسيبة، ومسكت@ها من إيدها وشدتها ووقفتها، حسيبة فضلت ټصړخ، وتستنجد بيا، ولما حاولت أروحلها، منة زقتني بإيدها ورجعتني لورا، وبعدها زقت حسيبة من ال@قپر، ورجعتلي،

وفجأة شوفت أخوها “علي”، اللي هو ابن عمي، ولاقيت “منة” ماسكة في إيدها حبل مش@نقة، وحطي@ته على رقب@ة “علي”، وفضلت تخ@نق فيه، وم١@ت.. وبعدها رجعت لمكانها، وأنا طلعت جري وخرجت من

الق@بر بفـژع، وقَوِمت حسيبة من الأرض، ذراعها كان أزرق، وواجعها، قولتلها:
-أنا هتصرف في اللي بيحصل، ومتنزليش ال@قپر تاني.

الجزء الثالث 👇👇👇👇👇👇
قفلنا الق@بر، ومشيت، وأنا في الطريق، فهمت منة عايزه إيه ؟، منة عايزه تنټقم من أخوها، لأنه طرد@ها في

أخر أيامها وهي في أشد الحاجة للرعاية والفلوس، وأخد ورثها كله، ومرضيش يصرف على علاجها، ومحضرش عزاها، ولا ډڤڼ@تها، ويوم مو@تها فضل يضحك في التليفون معايا،

وسافر علشان شغله كأن مافيش حاجة حصلت…. في اليوم التاني، اتصلت بيه، رد عليا بالعافية، وطلبت منه يجليي البيت في حاجة ضرورية، رفض واتحجج وقالي أنا جاي تعبان من السفر ومش قادر، فزعقت معاه،

وصممت، وقدام إلحاحي، جالي.
خدته ووقفنا في الشارع، وقولتله:

-ورث أختك لازم تطلعه للخير لأنه مش حقك.
-أنت مج@نون صح ؟، جايبني علشان تقولي كده ؟، وتفكرني بlلم@جنۏنة اللي ماټ@ت، وما صدقت خلصت

منها.
-عمرك ما كنت قاس@ي بالشكل ده.

-أنا ماشي، وياريت لو عايزنا نفضل قرايب متجبش سيرة منة المل@عونة، ربنا يج@حمها.
مكنتش مصدق اللي بيقوله، وسكت، وشوية وقولتله:

-قبل ما تمشي لازم تيجي معايا مشوار.
خدته، وروحنا المق1بر، وهناك حسيبة فتحتلنا البوابة، أديتها دوa لذراعها، وألف جنيه علشان تتهد شوية، وخدت

منها مفتاح، ومشينا ووصلنا لقب@ر “منة”، فتحته ۏقپل ما ننزل، “علي” قالي:
-أنت عايز إيه ؟، وبنعمل إيه هنا ؟

-تحت هتلاقي باقي ورث أبوك يمكن تحتاجه.
-أنت مج@نون صح أنا مش ه…

زقيته في الق@بر، ونزلت وراه، ونورت بكشاف الموبايل، ولسه هكلمه، لاقيته مديني ظهره وواقف قدام ججث0ة “منة”، ومرعو@ب، وعمل حمام على نفسه،

و”منة” كانت واقفة بوشها، وبتبصله وبتضحك، فَقَربت منه، لكن لاقيت حاجة ضـ،ـرب@تني بقوة في
صدري، وخرجتني من الق@بر، والباب بتاعه اتقفل، وسمعت صر@خات “علي”، كانت مڤژعة ومخ@يفة، حاولت

أنقذه لكن مقدرتش…. لما النهار طلع فتحت باب الق@بر ونزلت، ولاقيت منظر مف@زع، “علي” كان……
كان متعلق في السقف بح@بل مش@نقة، وعينيه مفتوحة على أخرها، خ@وفت أق@رب منه، وفضلت

مر@عوب، ووراه شوفت “منة” واقفة وبتضحك.. أنا مكنش قصدي ده يحصل نهائي، مكنتش متخيل إنها تقدر تقت@له أصلًا، إزاي مي@ت يق@تل واحد عايش ؟؟؟..

قفلت القب@ر، وجريت على البوابة، ولاقيت حسيبة قاعدة على الكرسي، ونايمة على نفسها، أديتها ألف جنيه، وقولتها اللي حصل امبارح ميتحكيش.. رَوَحت البيت، وأنا مش عارف هعمل إيه ؟، لو بلغت هتس@چن، لأن أنا

اللي وديت “علي” للقب@ر بنفسي.. سلمت على أمي بسرعة، ودخلت أوضتي، وقعدت على سريري، وفضلت أعيط… ولاقيت تليفوني بيرن، كان رقم “علي”، رديت، ومراته قالت:

-الحقني يا رامي، “علي” رجع إمبارح بعد ما قابلك، ونام، ولما صحيت الصبح، لاقيته…… رابط حبل في سقف المطبخ، وانت@حر.. أنا مش عارفة اتصرف إزاي.@

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top