فقال الأول: “لم يُقبل من حجهم إلا القليل، ولكن الله عفا عنهم وقبل حجهم بفضل رجلٍ واحد لم يحج أصلًا… إنه الإسكافي.”
استيقظ عبدالله بن المبارك من نومه، وقلبه يرتجف، وكأن الحلم ما زال ينبض في أذنه. لم يكن له هم بعد ذلك إلا هذا الرجل العجيب: الإسكافي! كيف يقبل الله حج الآلاف بسبب رجل لم يحج؟! وأي عمل هذا الذي يرفع به الله أعمال الآخرين؟!
وبدأ عبدالله رحلته في البحث عن الحقيقة، غادر مكة بعد أداء مناسكه، ويمّم وجهه نحو الشام، حيث قيل له إن الإسكافي هناك. رحلة لم تكن سهلة، فقد سأل عن الرجل في كل طريق، وطرق أبواب القرى، حتى دلّوه أخيرًا عليه.