تحكم الإعلانات في أحلامنا: الحقيقة التي تتجاوز الخيال العلمي
في عالم تحكمه الخوارزميات وتتنافس فيه الشركات على كل شبر من وعينا، ظهرت فكرة تبدو مستحيلة للوهلة الأولى… لكنها حدثت فعلًا! إعلان لا تراه في موقع إلكتروني ولا على شاشة هاتفك… بل تراه داخل “حلمك”.
نعم، أحلامك لم تعد ملكك وحدك. في عام 2021، فجّرت شركة أمريكية للمشروبات الغازية مفاجأة من العيار الثقيل، عندما أعلنت عن حملة تسويقية صُممت خصيصًا لتُزرع في عقل الإنسان أثناء النوم. ليس هذا مزاحًا، بل تجربة حقيقية استهدفت مئات الآلاف من مشاهدي “السوبر بول”.
أُطلق عليها اسم “حضانة الأحلام المستهدفة”، وهي تقنية تعتمد على توجيه محتوى معين إلى النائم، بحيث يرى نفسه في حلم مثالي يتضمن منتج الشركة في مشهد طبيعي خلاب… والنتائج؟ مذهلة ومخيفة في آن واحد.
ما الذي يحدث هنا؟ هل بدأ تسـwيق القرن الحادي والعشرين يتحول إلى شيء آخر… إلى عالم من السيطرة الذهنية؟
لكن ما تخفيه السطور القادمة قد يغير نظرتك كليًا لكل ما تعرفه عن الإعلانات…
عندما تتحول الأحلام إلى مساحة إعلانية
أنت الآن في غرفة نومك. تنام بعمق، لا وعيك في حالة سكون، لكن في مكان ما، يُشغل صوت معين، أو تظهر رائحة، أو وميض ضوء في محيطك…
هذه ليست مجرد مصادفة. بل بداية تدخل منظم ومدروس، هدفه إدخال صورة محددة في ذهنك أثناء الحلم. ولعل أخطر ما في الأمر: أن الدماغ يتفاعل مع هذه الإشارات كما لو أنها جزء من الواقع.
لقد كشفت تقارير علمية موثقة – أبرزها منشور في مجلة Science – أن التقنية حقيقية، ويجري بالفعل استخدامها من شركات ضخمة مثل مايكروسوفت وشركات طيران كبرى.
والأخطر؟ أن عدداً من الأكاديميين وجّهوا تحذيراً علنياً من هذا النوع من التدخل، واصفين ما يحدث بأنه “انزلاق نحو اللامعقول”. إذ أن مجرد التفكير بأن أحلام البشر قد تصبح ساحة عرض للإعلانات يُثير القلق… والريبة!
لكن هذا ليس كل شيء…
هل تعتقد أن هذه التقنية تُستخدم فقط لأغراض التسويق؟ إذًا استعد لما هو أدهى في الجزء التالي…
التحكم في العقل الباطن: بين التسويق والعـ،ـلاج… والاستغلال
علم الأعصاب الحديث يؤكد أن العقل الباطن يكون في أقصى درجات الاستجابة خلال مراحل معينة من النوم. وتحديدًا في المرحلة التي تُعرف بـ “REM”.
في هذه المرحلة، يكون الدماغ في حالة استقبال نشطة لأي محفز خارجي… وهنا تتدخل التكنولوجيا.
في تجربة صادمة، ابتكر عالم من MIT قفازًا ذكيًا يتتبع أنماط النوم، ويُرسل إشارات صوتية لتحفيز الحالم على التفكير بمواضيع معينة. النتيجة؟ أحلام مُبرمجة بالكامل تقريبًا.
المفاجأة؟ ثلاث شركات عملاقة – منها ميكـرsوfت – تواصلت معه لبحث استخدام القفاز في “مشاريع تسويقية وتجارية”.
تخيل أن شخصًا ما قد يجعل عقلك يحلم بما يريد… ثم تستيقظ وتبدأ بالتصرف بناءً على ما حلمت به، دون أن تعلم أنك كنت مُبرمجًا.
ما الذي يعنيه ذلك لمستقبل الخصوصية؟ أو حتى للإرادة الحرة؟
في الجزء التالي، سنكشف كيف استُخدمت هذه التقنيات بالفعل في حملات ترويجية… بطرق قد تصدمك.