كل شيء بدأ بفضول….
في إحدى ليالي الشتاء الباردة في برلين، جلس “لوكاس” البلوگر الألماني الشهير أمام شاشة حاسوبه، يبحث عن محتوى مثير لقناته. لم يكن يدري أن تلك الليلة ستدفعه لطلب أوردر غامض من مـو~قع مـظـلـم يُعرض منتجات “غير عادية”، ويُقال إن بعضها يحمل “طاقة من الماضي”.
كان في الواجهة قسم يعرض أحذية مستعملة… ليس أي أحذية، بل تلك التي تعود لأشخاص “لم يعودوا موجودين”. مع كل حذاء، وُضعت بيانات غريبة: اسم الشخص، عمره، وجملة واحدة: “بمجرد ما تلبسه… كل حاجة هتتغيّر.”
لوكاس ضحك أولًا… ثم قرّر أن يُجرّب.
لكن ما حدث بعد فتح الطرد… فاق كل تصور!
الوصول المفاجئ للطرد… بلا اسم ولا عنوان!
بعد 6 أيام فقط، طرق جرس الشقة. لم يكن هناك أحد… فقط صندوق بني اللون، بلا بيانات مرسل أو مستقبل، موضوع بعناية أمام الباب. بدأ التصوير فورًا – الفيديو سيُعرض لمتابعيه لاحقًا.
فتح الكرتونة، ليجد بداخلها الحذاء المـستهلك، بنفس الشكل الذي رآه على الموقع. وعلى الحذاء آثار داكنة اللون تشبه بقايا دـم جاف. الغريب؟ لم يكن هذا فقط ما وجده.
كان هناك شريط فيديو قديم، مكتوب عليه بخط باهت: “Watch Alone”.
لحظة… لماذا تُرسل شركة حذاء ومعه شريط ڤيديو؟
ربما كان مجرّد مقلب… أو بداية فخ لا رجعة منه؟
الڤيديو الملعون: سيدة تتحدث بعينين لا ترمش!
ركّب لوكاس الشريط في جهاز قديم ما زال يحتفظ به. بدأ التشغيل… الصورة بالأبيض والأسود، الصوت خافت جدًا، والإضاءة قاتمة. ظهرت امرأة خمسينية، تجلس بثبات أمام الكاميرا، ملامحها بلا مشاعر… وعيناها تتحرك بطريقة غير بشرية.
تتحدث بجُمل مبعثرة، كلمات متداخلة، وكأنها تلقي تعـwذة أو رسائل خفية. الغريب؟ كل دقيقة تمر كانت الإضاءة تتغيّر… كأن الشريط نفسه ينبض بالحياة!
كلما طال المشهد، زادت القشعريرة. الفيديو لم يحتوي على شيء صريح… لكنه جعل الهواء في الغرفة أثقل.
ولكن لماذا تم إرسال هذا الشريط مع الحذاء بالتحديد؟
هل من الممكن أن يكون هناك رابط نفسي؟ أم أن الفيديو تم اختياره خصيصًا له؟
سر داخل الحذاء… يكشف عن شيء أخطر!
بعد الانتهاء من مشاهدة الشريط، شعر لوكاس بشيء غريب في قدمه. بدأ يتفقد الحذاء بدقة. وبين الطبقة الداخلية، وجد قماشة صغيرة ملفوفة بإحكام.
داخل القماشة، وُجد جهاز صغير بحجم ظفر الإصبع، يضيء ويطفئ كل دقيقة. بدا كأنه جهاز تتبّع أو تصنّت.
هل يمكن أن يكون هناك من يتعقبه؟ وهل الجهاز كان يعمل طوال الوقت؟
أصيب بالذعر. راقب زوايا الغرفة. عاد إلى الفيديو، وبدأ يبحث عن أي رمز خفي، أي دلالة توضح ما يحدث.
لكن لم يكن يدري أن الخطر الحقيقي لم يبدأ بعد…